أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 10 ديسمبر 2021م “مواجهة الفساد مسئولية دينية ووطنية ومجتمعية” للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 10 ديسمبر 2021م : “مواجهة الفساد مسئولية دينية ووطنية ومجتمعية” ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ: 6 جمادي الأولي 1443هـ – الموافق 10 ديسمبر 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 ديسمبر 2021م ، للدكتور محروس حفظي : “مواجهة الفساد مسئولية دينية ووطنية ومجتمعية”.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 ديسمبر 2021م ، للدكتور محروس حفظي : “مواجهة الفساد مسئولية دينية ووطنية ومجتمعية” ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 ديسمبر 2021م ، للدكتور محروس حفظي : “مواجهة الفساد مسئولية دينية ووطنية ومجتمعية”، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 


___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة ، للدكتور محروس حفظي : “مواجهة الفساد مسئولية دينية ووطنية ومجتمعية” : كما يلي:

 

(1) مواجهةُ الفسادِ مهمةُ الرسلِ والأنبياءِ .

(2) معالجةُ الإسلامِ لصورِ الفسادِ .

(3) تطهيرُ القلوبِ والنفوسِ شرطٌ أساسيٌ للإصلاحِ والتغييرِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للدكتور محروس حفظي : “مواجهة الفساد مسئولية دينية ووطنية ومجتمعية” : كما يلي:

الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِك، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أمّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

(1) مواجهةُ الفسادِ مهمةُ الرسلِ والأنبياءِ:

إنّ الفسادَ ظاهرةٌ سلبيةٌ ومشكلةٌ مجتمعيةٌ تقضِي على اليابسِ والأخضرِ، وتقفُ عقبةً في سبيلِ تقدمِ البشريةِ، ولذا اتفقتْ كلمةُ الشرائعِ السماويةِ في النهيِ عن الإفسادِ في الأرضِ بأيِّ صورةٍ أو وسيلةٍ ماديةٍ كانتْ أو معنويةٍ فهذا نبيُّ اللهِ صالحٌ عليه السلامُ يقولُ لقومِه: ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ المُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾، وها هو سيدنُا موسى يخاطبُ أخاهُ هارونَ عليهما السلامُ قائلًا لهُ: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾، لقد أوجدَ اللهُ تعالى الأرضَ على أحسنِ حالٍ، وهيأهَا على أفضلِ صورةٍ عرفهَا الإنسانُ ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ﴾ فيأتي الخطابُ القرآنيُّ موجهًا للإنسانيةِ جمعاء بالمحافظةِ عليها، وعدمِ تبديدِ ثرواتِهَا، والعملِ على تحسينِ مقدراتِهَا حتى يصلَ الإنسانُ بها إلى أوجِّ التقدمِ والحضارةِ والمدنيةِ ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ ولا أدلَّ على ذلك مِن أنَّ مادةَ «فَسَدَ» بجميعِ مشتقاتِهَا قد وردتْ في القرآنِ الكريمِ «خمسينَ مرةً»، كما جعلَ الإفسادَ من صفاتِ المنافقين، وأخبرَ عن عدمِ محبتهِ لهُ، وعدمِ رضاهُ عنه في مواضعَ كثيرةٍ من كتابهِ قال تعالى ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ﴾ .

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

(2) معالجةُ الإسلامِ لصورِ الفسادِ:

لقد حرصَ دينُنَا على مواجهةِ الفسادِ بكافةِ صورهِ وأشكالهِ، وفيما يلي بيانٌ لذلك:

* مواجهةُ الفسادِ الأسريِ:

لقد أمرَ الإسلامُ بالمحافظةِ على الأسرةِ التي هي النواةُ الأُولى لحفظِ المجتمعِ، وأكبرُ دليلٍ على تماسكهِ وترابطهِ، لذا جاءَ التصريحُ من اللهِ بأنّ قطعَ الأرحامِ وعدمَ وصلِهَا من أكبرِ عواملِ الإفسادِ داخلِ المجتمعِ قال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾، وَيخبرُ أيضًا أنّ مِن صفاتِ المفسدين نَقضَ العهدِ وعدمَ الوفاءِ به، وقطعَ مَا أَمَرَ اللهُ به أَن يُوصَلَ فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهدَ اللهِ مِن بَعدِ مِيثَاقِهِ وَيَقطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفسِدُونَ في الأَرضِ أُولَـئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ﴾ .

ولكي يُحافظَ على تماسكِ الأسرةِ وترابطِهَا حرّمَ كلَّ ارتكابِ المنكراتِ وإتيانِ ما حرّمَ اللهُ من الفواحشِ قال تعالى على لسانِ لوطٍ عليه السلام: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ﴾، كما أخبرَ ربُّنَا عن جزاءِ مَن يسعى لنشرِ الفاحشةِ بقصدِ إفسادِ المجتمعِ فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ﴾

كما نهىَ عن السعيِ بالنَّميمةِ بين النَّاسِ بغيةِ الوقوعِ بينهم، وإيقادِ نارِ العداوةِ والبغضاءِ فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ» . (أحمد) .

*مواجهةُ الفسادِ الاقتصاديِ:

حرّمَ الإسلامُ الغشَّ والربَا والرُشَا والمحسوبيةَ والغصبَ وكلَّ المعاملاتِ التي فيها استغلالٌ للآخرين، وأكلُ أموالِهم بالباطلِ،  كما حرّمَ التطفيفَ في الكيلِ والميزانِ فقال تعالى على لسانِ شعيبٍ عليه السلامُ: ﴿فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ ، بل جعلَ مَن يفعل ذلك مِن الخارجينَ عن تعاليم اللهِ تعالى، المكذبينَ بلقائِه فقال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ﴾ ، كما نهىَ عن الإسرافِ ومجاوزةِ الحدِّ فيما يتعلقُ بالأكلِ والشربِ حتى لا يحدث خللٌ داخلَ الصفِّ المجتمعيِ فقال تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾

لقد حرصَ الإسلامُ على إيقاظِ الضميرِ الإنسانيِ، وتقويةِ جانبِ المراقبةِ للهِ عزّ وجلّ فها هو سيدُنَا محمدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمُنَا كيفَ نتعاملُ فيما بيننا فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ: مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» (مسلم) .

 وفي موقفٍ آخر يُبيّنُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابهِ أنّ مَن يستغلْ مكانَهُ الذي استأمَنَهُ اللهُ عليه، ويتعاملْ بالرُشَا والمجاملاتِ على حسابِ الآخرين سينقلبْ ذلك عليه في دنياه وأخراه، فقد استعملَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً مِنْ بَنِي أَسْدٍ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْلتببِيَّةِ عَلَى صَدَقَةٍ «فَلَمَّا قَدِمَ، قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ سُفْيَانُ أَيْضًا: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي، يَقُولُ: هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا» . (البخارى) .

*النهيُ عن إفسادِ المنشأتِ العامةِ:

حرمَ الإسلامُ التعدي على الأموالِ العامةِ سواءً بالسرقةِ منه أو بإتلافهِ وإهلاكهِ، قال اللهُ حكايةً عن إخوةِ يوسفَ عليه السلامُ: ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾، وتوعدَ مَن يقومُ بذلك، ووضعَ حدَّ الحرابةِ لمَن يباشر إفسادَ هذه المقدراتِ ﴿إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا﴾

لقد ربَّى رسولُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيلَ الصحابةِ الأوائلِ على هذه الأخلاقِ، فنشروا الأمنَ والأمانَ، وقيمَ الإصلاحِ والبناءِ بينَ الأنامِ فعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ مُعَيْقِيبٌ عَلَى بَيْتِ مَالِ عُمَرَ، فَكَنَسَ بَيْتَ الْمَالِ يَوْمًا، فَوَجَدَ فِيهِ دِرْهَمًا، فَدَفَعَهُ إِلَى ابْنٍ لِعُمَرَ قَالَ مُعَيْقِيبٌ: ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى بَيْتِي، فَإِذَا رَسُولُ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي يَدْعُونِي، فَجِئْتُ، فَإِذَا الدِّرْهَمُ فِي يَدِهِ فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ يَا مُعَيْقِيبُ أَوَجَدْتَ عَلِيَّ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: قُلْتُ مَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَرَدْتَ أَنْ تُخَاصِمَنِي أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الدِّرْهَمِ». (الورع لابن أبي الدنيا).

فعلينا أنْ نعززَ قيمَ الولاءِ والانتماءِ للوطنِ، وتعميقَ الشعورِ بالمسئوليةِ تجاهَ المالِ العامِ، ونشرَ ثقافةِ النزاهةِ والشفافيةِ، ولوسائلِ الإعلامِ المرئيةِ والمسموعةِ والمقروءةِ دورٌ كبيرٌ في ذلك، وكذا مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِ عن طريق توعيةِ المواطنينِ، وتقديمِ النصحِ والإرشادِ لجميعِ فئاتِ المجتمعِ، وهكذا لا بدَّ مِن تكاتفِ الجميعِ في سبيلِ الحفاظِ على مقدراتِ وطنِنَا الغالي مصداقًا لقولهِ تعالى: ﴿فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ﴾ .

*النهيُ عن التزويرِ بكلِّ أشكالهِ:

يُعدُّ التزويرُ بكلِّ أنواعهِ قولاً وفعلاً محرماً وجرماً شنيعاً بل من أكبرِ الكبائرِ فعن أَبِي بَكْرَةَ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ – أَوْ قَوْلُ الزُّورِ -» وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ» . (متفق عليه) .

إنّ الذي يباشرُ التزويرَ في الوثائقِ الرسميةِ، ويتلاعبُ بالأوراقِ والمستنداتِ في المعاملاتِ المختلفةِ وكذا مَن يساعدهُ ويُقرهُ يشملهُ وعيد المصطفىَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لما يترتبُ عليه من ضياعِ الحقوقِ، ونشرِ الفوضى في المجتمعِ، ومخالفةِ القوانين الموضوعةِ لتنظمَ حياةَ الناسِ، وتحفظَ عليهم حقوقَهُم، ويدخلُ في ذلك قطعاً مَن ينقل الأخبارَ الكاذبةَ، ويروج لها، ويبث الشائعاتِ دونَ تثبتٍ أو تحققٍ خاصةً على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِ المختلفةِ التي تشكلُ وعيَ فئةٍ غير قليلةٍ من المجتمعِ اليوم ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى مَا فَعَلْتُمْ نادِمِينَ﴾، لقد حكمَ ربُّنَا على هؤلاءِ بالطردِ من رحمتهِ وبالخروجِ عن عفوهِ وكرمهِ فقال تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً﴾

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

(3) تطهيرُ القلوبِ والنفوسِ شرطٌ أساسيٌّ للإصلاحِ والتغييرِ:

ما أحوجنَا أنْ نُطهرَ نفوسنَا مما علقَ بها من الأمراضِ القلبيةِ المختلفةِ ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾، لقد ربطَ نبيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدوثَ الفسادِ – الظاهريِ والباطنيِ – بفسادِ القلبِ، وكذا الصلاحَ بصلاحهِ فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» . (متفق عليه)، كما أخبرَ ربُّنَا في كتابهِ أنّ الإصلاحَ إنّما ينبعُ في الأساسِ من الإنسانِ ذاتهِ ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، لقد جعلَ اللهُ العاقبةَ الحُسنَى لمَن ابتعدَ عن الفسادِ، وكان أمينًا فيما استُخلفَ عليه من حقوقِ البلادِ والعبادِ ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾

اللهم اجعل بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سِلْمًا سَلامًا وسائر بلاد العالمين، واستعملنا في خدمة ديننا ووطننا، ووفق ولاةَ أُمورِنَا لما فيه نفع البلادِ والعبادِ .

كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »